يغطي الجلد جزء كبير من جسم الإنسان، وكثيرًا ما يصاب بالعديد من الأمراض الجلدية، إلا أنه ليس كل الأمراض الجلدية لها نفس الأعراض، وفي أحيان أخرى يكون من الصعب تحديد ومعرفة المرض الجلدي من خلال الفحوصات المخبرية التقليدية، ولهذا يكون من الهام جدًا اللجوء إلى أساليب تشخيص آخرى كخزعة الجلد.
سيركز هذا المقال على إجراء خزعة الجلد، كيف يتم إجراؤها، ما المتوقع من هذا الإجراء، ولماذا يتم اللجوء إليه لتشخيص الأمراض الجلدية. لمعرفة الإجابة على كل ما سبق قم بقراءة المقال إلى آخره.
نظرة عامة
يحتوي الجلد على أنواع مختلفة من الخلايا، منها الخلايا الكيراتينية (الخلايا الجلدية)، الخلايا الميلانينية (الخلايا الصبغية)، خلايا لانغر هانز (خط الدفاع الأول في الجلد)، وخلايا ميركل (الخلايا الحسية). كل نوع من الخلايا الجلدية لديه وظيفة أساسية في الحفاظ على صحة الجلد، كما أن الجلد لديه العديد من الطبقات، ما في ذلك البشرة (الطبقة السطحية)، الأدمة (الطبقة العميقة)، وطبقة تحت الجلدية (الطبقة الأكثر عمقًا).
عملية تشخيص الجلد هي عملية تتضمن الحصول على التاريخ الطبي، عمل فحص دقيق للجلد، والشعر، والأظافر، والأغشية المخاطية، وإذا استلزم الأمر، سيطلب الطبيب عمل خزعة جلدية. ومن ثم، سيقوم الطبيب بعمل فحص سريري للحصول على التشخيص النهائي ومن خلاله يتمكن من وضع خطة العلاج المناسبة.
خزعة الجلد هي إجراء من خلاله إزالة عينة صغيرة من الخلايا الجلدية من الجسم لفحصها، يتم فخص العينة الجلدية تحت المجهر للتأكد فيما إذا كان هناك أي مشاكل جلدية، كسرطان الجلد، عدوى جلدية، حالات جلدية كالصدفية أو التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما).
الفرق بين الفحصوات المخبرية الروتينية وخزعة الجلد هو أن طبقات الجلد والخلايا في العينة يتم النظر إليها وفحصها تحت المجهر، ويقوم الطبيب بالبحث عن أي وجود لأجسام غريبة أو عدوى، كما يبحث عن وجود أو عدم وجود خلايا معينة في أنماط محددة قد تثبث التشخيص النهائي.
ملاحظة:
لا تقم باستخدام أي علاجات أو وضع أي كريمات في حال طلب طبيبك إجراء خزعة جلدية وذلك لأن ذلك قد يغطي التغيرات الجلدية مما يؤدي إلى عدم إجراء فحص دقيق وتصبح العينة بلا فائدة.
أنواع الخزعة الجلدية
هناك ثلاث أنواع رئيسية للخزعة الجلدية وهي كالآتي:
- خزعة الحلاقة: يقوم الطبيب باستخدام أداة تشبه شفرة الحلاقة لإزالة جزء بسيط من الطبقة السطحية للجلد (البشرة وجزء من الأدمة).
- خزعة بالمقراض: يقوم الطبيب باستخدام أداة دائرية لإزالة جزء صغيرمن مركز الجلد بما في ذلك طبقات الجلد الأكثر عمقًا (البشرة، الأدمة، والدهون السطحية).
- خزعة استئصالية: يقوم الطبيب باستخدام مشرط لإزالة الزائدة الجلدية ككل أو منطقة الجلد الغير طبيعي، بما في ذلك جزء من الجلد الطبيعي أسفل أو خلال الطبقة الدهنية من الجلد.
كيف يتم إجراء الخزعة الجلدية في عيادتنا؟
خزعة الجلد هي إجراء ليس على درجة عالية من التعقيد، كما أنها إجراء سريع ولا يستلزم الكثير من الوقت، في الآتي كل ما يُمكن توقعه خلال هذا الإجراء:
- أولًا، يقوم الطبيب باختيار المكان الذي يريد أن يجري خزعة الجلد منها، وأحيانًا يتم أخذ أكثر من عينة جلدية واحدة.
- ومن ثم يقوم الطبيب بتنظيف المنطقة المراد أخذ العينة منها.
- بعد ذلك، يقوم الطبيب بوضع تخدير موضعي.
- يقوم الطبيب فيما بعد بأخذ عينة من الجلد من خلال استخدام أداة طبية معقمة، وبالاعتماد على نوع الخزعة، قد يقوم الطبيب في بعض الأحيان باستخدام شفرة أو أداة خزعة بالمقراض.
- ومن ثم يتم إضافة العينة في وعاء معقم فيه كمية قليلة من الفورمالين.
- يقوم الطبيب في هذه المرحلة بإغلاق الجرح بخيوط جراحية.
- يتم تطبيق كريم ومضاد حيوي على الجرح.
- ومن ثم يتم تغطية الجرح بضمادة مناسبة.
يتم إرسال عينة الجلد إلى مختبر علم الأمراض ومن ثم يتم معالجة الأنسجة، ويتم تحليلها من خلال خبير في علم الأمراض، ومن ثم يتم مناقشة العينة مع الطبيبة مها.
العناية اللازمة بعد الإجراء
بعد الانتهاء من إجراء الخزعة الجلدية، سينصح الطبيب بإبقاء الضمادة على مكان إجراء الخزعة حتى اليوم التالي، كما أنه من غير المحتمل أن يستمر نزف مكان أخذ العينة بعد مغادرة العيادة، إلا انه من الممكن أن يحدث ذلك في بعض الحالات النادرة، خصيصًا لأولائك الذين يتناولون علاجات مميعة للدم. إذا حدث ذلك لك، قم بإحداث ضغط على المنطقة لمدة 20 دقيقة تقريبًا، وإذا استمر النزف بعد الضغط على المنطقة لمدة 40 دقيقة، قم بالتواصل مع طبيبك فورًا.
الأمور الواجب اتباعها بعد إجراء الخزعة الجلدية
- من الهام إبقاء منطقة إجراء الخزعة نظيف.
- قم بتطبيق مرهم مضاد حيوي على منطقة الجرح مرتين يوميًا حتى يتم إزالة الخيوط الجراحية.
- يعتمد إزالة الخيوط الجراحية على منطقة تطبيق الخزعة (الوجه 5-7 أيام، الجذع 7-10 أيام، أطراف الجسم 10-14 يومًا)
- يجب زيارة الطبيب حتى يقوم الطبيب أو الممرض بإزالة الخيوط الجراحية.
تترك جميع أنواع الخزعة الجلدية ندبة صغيرة، كما قد يظهر لدى البعض ندبة بارزة وظاهرة، وعادةً ما يحدث ذلك عند إجراء الخزعة من منطقة الرقبة أو الجذع العلوي من الجسم كالظهر أو الصدر، إلا أن الندبة تختفي تدريجيًا، ويكون لون الندبة واضح لمدة سنتين بعد إجراء الخزعة.
حاول تجنب العبث بمنطقة الخزعة وتجنب ممارسة أنشطة يُمكن لها أن تسبب تمدد الجلد مما يزيد من حجم الندبة أو يؤدي إلى نزف الجرح. كما أنه عليك تجنب البقاء في المياه في حوض الاستحمام أو حوض السباحة أو تحت الماء الساخن حتى يقول الطبيب أنه بإمكانك عمل ذلك. عادةً ما يكون بالإمكان العودة إلى ممارسة الأنشطة الاعتيادية بعد سبع أيام من إجراء الخزعة.
قد يحتاج الجرح إلى عدة أسابيع ليشفى بشكل تام، إلا أن عملية الشفاء التام تتطلب حوالي شهرين كاملين من وقت إجراء الخزعة، ومن الهام ملاحظة أن الجروح على الساقين والقدمين تشفى بشكل أبطأ من تلك الموجودة على مناطق أخرى من الجسم.
مخاطر وآثار سلبية لخزعة الجلد
تعتبر خزعة الجلد إجراء آمن بشكل عام، وعلى الرغم من أن احتمالية حدوث الآثار الجانبية منخفض جدًا إلا أن المضاعفات قد تحدث، ومنها الآتي:
- النزف
- التندب
- الكدمات
- العدوى
- الحساسية اجتاه المضاد الحيوي الموضعي
الأسئلة الشائعة حول خزعة الجلد
يمثل هذا القسم الأسئلة الأكثر طرحًا حول خزعة الجلد وطرق إجراءها المختلفة:
لماذا قد يطلب مني الطبيب إجراء خزعة جلدية؟
إذا طلب الطبيب منك إجراء خزعة فهذا يعني أن هناك أمر غير طبيعي لم يتم الكشف عنه في الفحوصات المخبرية الأخرى، ويقوم الطبيب بعمل خزعة للحصول على تشخيص دقيق جدًا لحالتك.
هل تعطي الخزعة نتائج دقيقة؟
نعم، مقارنة بخيارات الفحص الأخرى، تعتبر الخزعة هي الأكثر دقة، يُمكن من خلالها التأكد وإعطاء تشخيص دقيق للعديد من المشاكل الجلدية، بما في ذلك سرطان الجلد. كما أنه من الممكن للخزعة أن تحدد نوع الورم في الخلية وإذا كانت نوع من التغييرات الجينية.
ما هي أنواع الخزعة المختلفة؟
هناك عدة أنواع من الخزعة، إلا أن الأنواع الثلاث الرئيسية هي: خزعة الحلاقة، خزعة بالمقراض، وخزعة استئصالية، يتم تطبيق كل نوع على طبقات مختلفة من الجلد.
كيف يُمكنني الاستعداد قبل إجراء خزعة الجلد؟
يُمكن لطبيبك الجلدي أن يعطي إرشادات معينة حول ما الذي يجب عليك فعله قبل الإجراء، ما في ذلك ما الذي يجب فعله بخصوص العلاجات، المكلملات الغذائية، والنظام الغذائي. إلا أنه من الهام الانتباه إلى ضرورة عدم تطبيق أي كريمات غير ضرورية، منتجات إزالة العرق، كريمات الترطيب، أو بودرة التلك على الجسم قبل الإجراء.
ما هي الفترة الزمنية اللازمة للحصول على النتائج؟
يُمكن الحصول على النتائح خلال 10 أيام، ولكن يعتمد ذلك على الحالة، التحليل، ومدى ضرورة الحالة.
هل يتم تخديري خلال إجراء الخزعة؟
يعتمد ذلك على نوع الخزعة، ولكن غالبًا ما يقوم طبيب الجلدية الخاصة بك بتطبيق تخدير موضعي على المنطقة المرادة فقط.
ما هو الوقت اللازم للشفاء بعد إجراء الخزعة؟ هل يمكنني العودة إلى العمل مباشرة بعد إجراءها؟
لا يوجد وقت لازم لتخصيصه بعد الإجراء، إلا أنه ينصح بتجنب العبث بمنطقة الإجراء او القيام بأي أنشطة من شأنها أن تسبب تمدد الجلد في تلك المنطقة لتجنب تمدد الندبة او حصول نزف في منطقة إجراء الخزعة، لا تقوم بعمل مغطس في حوض الاستحمام كما أنه لا يجب دخول برك السباحة أو الاستحمام بالماء الساخن حتى يسمح الطبيب بذلك، عادة يُمكن العودة إلى الأنشطة اليومية بعد حوالي 7 أيام من إجراء الخزعة. إلا أنه يمكنك الذهاب إلى العمل بعد يومين فقط من إجراءها حيث أنها لا تسبب سوى شعور بسيط بعدم الراحة.
هل أحتاج إلى أن أقوم بأي شيء خاص عند رجوعي إلى المنزل بعد إجراء الخزعة؟
سيخبرك طبيبك ما الذي يجب عليك فعله بعد الإجراء، عادة ما سيطلب منك الاتصال في حال حدوث نزف من منطقة إجراء الخزعة بعد مرور 24 ساعة، وإذا كان هناك ضمادة فيجب الإبقاء عليها للحفاظ على نظافة وجفاف المنطقة.
قد يصبح بإمكانك الاستحمام بعد 24 ساعة من القيام بالخزعة، إذا حدث أي تورم أو تكدم بعد الإجراء قم بسؤال طبيبك عن الأمر وإذا ما كان باستطاعتك أن تضع كيس من الثلج على المنطقة، كما أنه يجب تجنب التمارين الرياضية أو رفع الأوزان حتى يشفى الجرح.