Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

البهاق

البهاق هي حالة جلدية تتمثل في ظهور بقع بيضاء باهتة على أجزاء مختلفة من الجسم، عادةً ما تبدأ في الظهور على اليدين، الساعدين، الوجه، والأقدام. يمثل عدد الأشخاص الذين لديهم بهاق ما نسبته 1% من عدد السكان.

يهدف هذا المقال إلى مساعدتك في فهم البهاق كحالة مرضية مزمنة، أنواعه، أعراضه، الأسباب المؤدية له، العلاج، والإجابة على الأسئلة الأكثر شيوعًا حوله.

نظرة عامة

البهاق هو حالة جلدية ناتجة متمثلة في مرض مناعي مزمنة وطويلة الأمد، يتسبب البهاق في وجود بقع بيضاء شاحبة على الجلد، وعادةً ما يزيد اتساع هذه البقع بمرور الوقت. تحدث هذه الحالة الجلدية عندما يهاجم الجسم الخلايا الصبغية (الخلايا التي تنتج الميلانين) الأمر الذي ينتج عنه نقص الخلايا الصبغية في الجسم، ومن هنا نتنج البقع البيضاء الباهتة على الجسم.

في الغالب، إذا أصيب المريض بالبهاق في المناطق التي ينمو فيها الشعر قد يتغير لون الشعر أيضًا إلى اللون الأبيض.

ما هي أنواع البهاق؟

يظهر هذا المرض الجلدي بأنماط متعددة على جسم المريض، بعض هذه الأنماط يتضمن البهاق الجزئي، الطرفي، الجزئي، والمعمم.

  • البهاق الجزئي: يُصيب هذا النوع من البهاق جزء واحد فقط من الجسم.
  • البهاق الطرفي: يُصيب هذا النوع من البهاق الكفين والكعبين.
  • البهاق الجزئي: يجمع هذا النوع من البهاق ما بين البهاق الجزئي بالإضافة إلى بقع تشمل مناطق أخرى من الجسم حيث توجد المفاصل.
  • البهاق المعمم: يُصيب هذا النوع من البهاق الجسم كاملًا.

كيف يتم تشخيص البهاق؟

البهاق هو حالة جلدية تظهر عادة في شكل بقع جلدية باهتة اللون ناجمة عن نقص التصبغ أو نقص الخلايا الصبغية والتي تحدث بشكل تلقائي أو بعد تعرض تلك المنطقة لصدمة جسدية كملامسة مادة كيميائية. عادةً ما تكون البقع البيضاء الباهتة بلا أعراض أي أنه لا يُتوقع حدوث احمرار أو حكة مرافقة للإصابة بالبهاق.

يُشخص الأشخاص الذين يعانون من البهاق من خلال استخدام أشعة وود (wood’s lamplight)، وهو جهاز له طول موجي يساوي 365 ملم، وعندما يتم فحص المنطقة من قبل الطبيب باستخدام الجهاز يظهر البهاق في شكل لون أبيض طباشيري.

في الحالات النادرة، عندما لا يمكن التأكد من التشخيص، يُمكن للطبيب أن يأخذ عينة من الجلد وفحصها، وحيث أن البهاق يعتبر مرض مناعي، يقوم الطبيب بعمل فحص إضافي للتأكد من أن المريض ليس لديه أي أمراض مناعية أخرى لها علاقة بالبهاق، كداء الثعلبة، الداء البطني أو الزلاقي (مرض مناعي طويل الأمد يصيب الأمعاء الدقيقة)، وفقر الدم الخبيث.

كيف يعالج مرض البهاق؟

قد يحتاج كل شخص لديه البهاق نوع مخصص من العلاجات، يأخذ الطبيب العديد من العوامل بعين الاعتبار، بما في ذلك الجنس، المنطقة المتأثرة بالبهاق، التاريخ الطبي للعائلة، والعلاجات السابقة التي خضع لها المريض.

العلاجات المتاحة لعلاج البهاق:

  • الكريمات الموضعية: بشكل عام الستيرويد ومثبطات الكالسينورين (التي لها نفس فعالية الستيرويد ولكن بآثار جانبية أقل)، عادةً ما تحتوي الكريمات الموضعية على الهيدروكينون بتركيز مقدارة 20%.
  • العلاج بالضوء (الفوتوثيرابي): تستخدم هذه الطريقة للمرضى الذين يصابون بالبهاق المعمم، ويحتاج المريض إلى أن يخضع لثلاث جلسات أسبوعيًا على الأقل، ونتائج هذه الطريقة قد تحتاج تظهر خلال شهور أو سنوات.
  • إعادة تشكيل سطح الجلد باستخدام الفراكشنال ليزر (بيكو ليزر/ ليزر كيو سويتش): يتم اللجوء إلى هذه الطريقة لعلاج البهاق في المناطق المقاومة للعلاج، وهي المناطق التي يظهر فيها كل من البهاق الجزئي والطرفي. يبدأ نقص المادة الصبغية في تلك المناطق من أطراف البقع وفي الخلايا الجذعية الموجود في بصيلات الشعر داخل البقع البهاقية. مما يعني أن المناطق التي لا تحتوي على بصيلات شعر كالكفين والكعبين وظهر الكفين والأقدام. فعلى سبيل المثال نجد الكاحلين مقاومين للعلاج وذلك لأن اللون يبدأ بالزوال من أطراف البقع البهاقية.
  • إزالة المادة الصبغية: يُنصح من لديهم بهاق في ما يزيد عن 80% إلى 90% من أجسامهم بأن يقوموا بإجراء إزالة للمادة الصبغية، تلك التي تعمل على إزالة المادة الصبغية من المناطق العادية من الجلد لجعلها تبدو كمالناطق المتأثرة بالبهاق.
  • العلاجات الجهازية: تعمل هذه العلاجات على ضبط الجهاز المناعي من خلال الستيرويد أو علاجات أخرى تعادل فعالية السيترويد، إلا أن سلبيات هذا العلاج هو أنه قد لا يعمل بكفاءة لجميع المرضى، كما أن حالة المريض قد تسوء بعد أيام، أسابيع، أشهر، أو سنوات بعد التوقف عن تناول الأدوية.

الوعي حول مرض البهاق

لا يُمكن إنكار حقيقة أن مرض البهاق يسبب الكثير من القلق الذهني، الارتباك، والحرج للمرضى الذين يعانون منه، إلا أنه من واجبنا نشر المزيد من الوعي حول ماهية هذا المرض من أمراض المناعة الذاتية وتبسيطه حتى يشعر المرضى الذسن سعانون منه بالرضى عن أنفسهم.

البهاق كأي مرض جدلي ناجم عن اعتلال المناعة هو أمر لا يجب الشعور بالخزي منه، في الحقيقة، هناك العديد من عارضات الأزياء المصابات بالبهاق واللاتي يظهرن ثقتهن وتفردهن بلا خجل وبفخر. إذا تمكن الآخرين من فهم ماهية البهاق والأسباب المؤدية له، وطبيعة، إذ أنه مرض غير معدي، فسيكون بمقدور المزيد من المرضى التعايش مع البهاق دون الشعور بالضغط النفسي الناتج عن التفكير المستمر بالتخلص منه.

في الحقيقة، أحد أهم الأشخاص الذين يمثلون رمزًا في التعامل مع البهاق هو ملك موسيقى البوب “مايكل جاكسون”، الذي عانى من مرض البهاق طوال حياته، وغيره الكثير بمن فيهم ويني هارلو، كارين وازن، وسلامة محمد.

الأسئلة الشائعة حول البهاق

يُجيب هذا القسم على الأسئلة الشائعة حول البهاق والعلاجات الممكنة له:

هل يُعد البهاق مرض وراثي جيني؟

يلعب العامل الجيني دورًا في ظهور البهاق، إلا أنه ليس من المؤكد تمامًا إذا كان يساهم 100% في الإصابة به. الأطفال الذين لديهم أحد الوالدين أو كلاهما مصابان بالبهاق لديه إحتمالية أكبر للإصابة به، ولكن ليس هناك نمط وراثي واضح يُمكن الأخذ به.

هل يُمكن أن يتغير نوع البهاق لدي إلى النوع المعمم؟

لكل مريض حالة خاصة به، فبعض الأشخاص يظهر البهاق لديهم في منطقة واحدة فقط، وقد يكون البهاق أكثر انتشارًا لدى الآخرين أو يمثل التحكم به تحديًا. ففي بعض الحالات قد تصبح الحالة أسوأ بمرور الوقت، بينما هناك حالات أخرى يؤثر البهاق على مناطق معينة من الجسم ولا ينتشر أو تزيد البقع في وقت لاحق.

هل يعد مرض البهاق معديًا بأي شكل؟

لا، البهاق ليس معديًا على الإطلاق وهو مرض جلدي ناتج عن نقص المادة الصبغية في الجلد (الخلايا الصبغية).

هل هناك أي علاجات للبهاق يُمكنني اللجوء إليها خلال فترة الحمل؟

ننصح باستشارة طبيب جلدي مختص وأخصائي التوليد إذا أردت الخضوع لأي من علاجات البهاق خلال فترة الحمل، وذلك لمعرفة أي مخاطر من الممكن أن تنتج عن العلاجات المتاحة للبهاق.