Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

الصدفية

تعد الصدفية مرض جلدي مزمن يسبب الاحمرار، الحكة، بقع جلدية متقشرة، كما أنها غالبًا ما تظهر في الركبتين، الكوعين، الجدع،  الكعبين، الأظافر، وفروة الرأس. الصدفية هي مرض جلدي أكثر شيوعًا مما تظن، حيث أظهرت دراسة أنه يؤثر على ما معدلة 2% من سكان العالم.

ترافق الصدفية المرضى المصابون بها مدى الحياة فهي مرض مزمن بلا علاج محدد يُمكن أن يزيلها بشكل نهائي، وعادةً ما تمر في دورات، قد تشتد لبعضة أسابيع أو أشهر ومن ثم تختفي لفترة من الزمن او تقل آثارها شدة. أما فيما يتعلق بالجانب الجيد من الأمر هو أن هنا علاجات طبية متاحة الآن من شأنها أن تساعد في السيطرة على الأعراض والآثار الجانبية للصدفية، كما أن بإمكان المرضى أن يتبنوا عادات جديدة في نمط الحياة الخاص بهم واستراتيجيات تأقلم لنوعية حياة أفضل مع الصدفية.

سيسلط هذا المقال الضوء على أعراض الصدفية والعلامات التي تدل على الإصابة بها، العوامل التي تساهم في تطويره، الآثار الجانبية لها، وأخيرًا العلاجات المختلفة المتاحة لمساعدة المرضى في علاجها. كل ما تحتاج إلى معرفته عن هذا المرض سنقوم بذكره بالتفصيل في هذا المقال.

أعراض الإصابة بالصدفية

تختلف أعراض الصدفية من شخص لآخر بالاعتماد على حالتهم الطبية، نمط الحياة لديهم، ونوع وشدة الصدفية، من الأعراض الشائعة للصدفية:

  • بقع حمراء من الجلد مغطاه بقشور فضية سميكة على فروة الرأس، اليدين، الكوعين، الساقين، القدمين، الجذع، وغيرها من مناطق أخرى في الجسم.
  • بقع قشرية صغيرة على الأطراف وخاصة لدى الأطفال.
  • جلد جاف ومتشقق على فروة الرأس أو الأطراف تلك التي قد تسبب النزف أو الحكة.
  • الحكة، الالتهاب، أو حرقة في المنطقة المصابة.
  • أظافر سميكة، متنقرة، أو مجعدة سواء على أظافر أصابع اليدين أم القدمين.
  • تورّم وتيبس المفاصل نتيجة للإصابة بالصدفية.

بقع الصدفية قد تتراوح من بقع صغيرة قليلة من الجلد المتقشر إلى طفح جلدي يعطي مساحات كبيرة من جلد المريض. من المناطق الأكثر عرصة للإصابة بالصدفية هي فروة الرأس، الوجه، الكفين، أسفل الظهر، الكوعين، الركبتين، الساقين، وأخمص القدمين (الكعبين).

ما الذي يساهم في ظهور الصدفية؟

تعد الصدفية نوع من الأمراض التي لا يمكن التنبؤ بظهورها حيث تشترك مجموعة من العوامل وأنماط الحياة والحالات الطبية في تحفيز ظهورها. من الأمور التي قد تحفز ظهور الصدفية نذكر الآتي:

  • الطقس البارد والجاف: لوحظ أن الأجواء التي تسبب جفاف الجلد كالطقس الجاف والبارد من الممكن أن يحفز ظهور الصدفية، ومن أجل تجنب ذلك، حاول قضاء بعض الوقت في طقس دافئ ومشمس وذات رطوبة مرتفعة، كما أن إبقاء آلة الترطيب في غرفتك خلال فترة الشتاء يساعد في تجنب الصدفية.
  • القلق: القلق والتوتر هما من المحفزات الأساسية المسببة لظهور الصدفية أو ازدياد شدتها، حاول البقاء هادئ ومسترخي، وحينما تشعر بالتوتر من شيء ما حاول التحدث إلى أحد يُمكنك الوثوق به حول ما يسبب لك القلق، قد يساعد ذلك على التلخص أو التقليل من التوتر.
  • أنواع معينة من الأدوية: منها حاصرات بيتا وهي عبارة عن أدوية تعالج ضغط الدم المرتفع وأمراض القلب، الليثيوم وهو علاج الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب الحاد، باللإضافة إلى مضادات الملاريا (العقاقير التي تعالج مرض الملاريا). إذا كنت تعاني من الصدفية وتتعالج من أحد هذه الأمراض في نفس الوقت، فقم بإبلاغ طبيبك على الفور.
  • العدوى: بعد أنواع العدوى بما في ذلك التهاب الحلق والتهاب اللوزتين يُمكن أن تحفز ظهور نوع معين من الصدفية، التي تظهر على شكل بقع صغيرة على الجذع والأطراف بشكل أساسي، كما أن مرض العوز المناعي البشري (HIV) قد يزيد من شدة أعراض الصدفية.
  • الجروح الجلدية: قد تسبب الكدمات والجروح والحروق لدى البعض بظهور الصدفية، حتى الوشوم ولسعة الحشرات قد تحفز ظهور الصدفية أو تزايد أعراضها، من أجل تجنب ذلك، قم بارتداء القفازات أو قم بارتداء طبقة إضافية من الملابس.
  • الكحول: تناول الكحول بشكل مفرط قد يحفز أو يزيد من شدة أعراض الصدفية ويجعل الجسم أكثر مقاومة للعلاجات، حيث أن الجمع بين علاجات الصدفية والكحول قد يسبب آثار جانبية خطيرة.
  • التدخين: استخدام التبغ أو تواجدك حول المدخنين يزيد من خطر الإصابة بالصدفية أو يجعل الأعراض الحالية في حالة أسوأ.
  • الحمل: قد تصبح أعراض الصدفية أفضل أو أسوأ خلال فترة الحمل، تنصح عادة المرأة الحامل التي تعاني من الصدفية أن لا تتناول الأدوية المعالجة لها إذ من الممكن أن تضر بالجنين.
  • نقص الكالسيوم: يحدث نقص الكالسيوم لدى الأشخاص الذين يعانون من الصدفية الشائعة، وقد تصبح أعراض الصدفية أسوأ نتيجة لنقص تركيز كالسيوم الأيوني الناتج عن نقص الكالسيوم في الدم.

الآثار الجانبية للصدفية

تؤثر الصدفية على الجلد، فروة الرأس، الأظافر، والمفاصل، في الآتي كل ما تحتاج إلى معرفته عن الآثار الجانبية التي من الممكن أن تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم:

  1. مظاهر جلدية
  • آفات جلدية حمراء واضحة مع قشور فضية سميكة على مناطق مختلفة من الجسم، تظهر غالبًا على الكوعين والركبتين، ما عدا الوجه.
  • من الممكن أن تصيب الكفين، الكعبين، والأعضاء التناسلية.
  1. الأظافر
  • يلاحظ 80% من المرضى بالصدفية تغيرات في الأظافر
  • قد تؤثر على ظفر واحد أو جميع أظافر اليدين والقدمين.
  • عادة ما تكون أظافر أصابع اليدين أكثر عرضة للصدفية من أظافر أصابع القدمين
  • تشقق، بقع بيضاء (الوبش)، بقع صفراء، إنفصال الظفر عن سرير الظفر (انفكاك الظفر)، وبقع حمراء (نزف شظوي).
  1. المفاصل
  • مفصل واحد أو عدة مفاصل
  • المفاصل الصغيرة أو الكبيرة
  • تورم بسيط أو ضرر كلي للمفصل
  1. فروة الرأس
  • القشرة
  • آفات حمراء على فروة الرأس قد تمتد إلى الجلد المحيط بها

علاج الصدفية

الصدفية هو مرض مزمن لا يُمكن علاجه بالكامل، إلا أن هناك بعض العلاجات التي من شأنها أن تساعد المرضى في التلأقلم مع الصدفية والسيطرة على الأعراض والآثار الجانبية، إذا كانت الأعراض التي لديك شديدة أو لا تستجيب للعلاج، ففي هذا الحالة سيقوم الطبيب المعالج بإرشادك إلى طبيب جلدية.

يتم تحديد العلاج من هلال نوع ومدى شدة الصدفية ومنطقة الجلد المتأثر بها، يقوم طبيب الجلدية الخاص ببدء خطة العلاج من خلال خيارات علاجية خفيفة، كالكريمات الموضعية أو لوشن لعلاج جلد فروة الرأس، ومن ثم ينتقل لعلاجات أكثر تأثيرًا إذا لم تستجيب الصدفية للعلاجات السابقة.

هناك عدد كبير من العلاجات المتاحة للصدفية، ولكن قد يكون من الصعب إيجاد العلاج الأكثر فعالية بينها، إذا لم يجدِ العلاج نتيجة في التخلص من الصدفية أو كان له آثار سلبية غير مريحة فمن الأفضل التحدث إلى طبيب الجلدية الخاص بك.

تنقسم علاجات الصدفية إلى ثلاث أنواع رئيسية:

  • موضعية: كريمات ومراهم يتم تطبيقها على الجلد
  • العلاج بالضوء: يتم علاج الجلد من خلال تعريضه لأنواع معينة الأشعة الفوق بنفسجية من النوع “إيه” والنوع “بي”
  • العلاج المنهجي: يتم عن طريق علاجات فموية أو عن طريق الحقن فيعمل على علاج الجسم ككل.

يتم استخدام مجموعة من العلاجات المختلفة عند الحاجة، كما أن العلاج يحتاج إلى أن يتم التحقق منه بيم الحين والآخر، ويُنصح بأن تطلب بعض الإرشادات من قبل طبيب الجلدية الخاص بك حول الأنشطة اليومية ونمط الحياة اللازم اتباعه.

الخلاصة

الصدفية هي مرض مزمن يصاحب المريض خلال حياته ويصيب فروة الرأس، الكفين، الكعبين، الكوعين، المعدة، الأظافر، ومناطق أخرى مختلفة من الجسم. لا يُمكن علاج الصدفية بشكل كامل إلا أنه يُمكن أن يعالج باستخدام أنواع مختلفة من العلاجات بما في ذلك العلاجات السطحية الموضعية، العلاج بالضوء، والعلاجات المنهجية.

يُمكن السيطرة على الصدفية من خلال تغيير نمط الحياة المتبع والابتعاد عن التدخين، تناول الكحول، التعرض للطقس البارد والجاف، كما أنه عليك التأكد من أن العلاجات التي تتلقاها لا تزيد من حدة الصدفية وأعراضها.