يغطي الجلد غالبية الجسم، مما يعني أنه من المحتمل جدًا أن تتعرض للجروح بين الحين والآخر، وقد تتحول تلك الجروح إلى ندب ظاهرة على الجلد في وقت لاحق للإصابة بالجروح. تشكل الندب نتيجة طبيعة لعملية الشفاء التي يمر بها الجسم بعد تعرض الأنسجة للضرر. تحدث الندب عندما يضل الجرح إلى الأدمة، تلك التي تمثل الطبقة الثانية من الجلد.
عندما يتعرض الجلد للجروح، تُصاب الأنسجة بالتمزق، الأمر الذي يكون سببًا في إنتاج بروتين يسمى كولاجين من النوغ الثالث (collagen type 3)، الذي يقوم بدوره ببناء أنسجة جديدة عوضًا عن تلك التي تضررت بفعل الجرح، مما يساعد على التئام الجرح.
يتشكل الكولاجين الجديد على مدى عدة أشهر وتزيد إمدادات الدم في منطقة الجرح الأمر الذي يؤدي إلى تكوين ندبة بارزة ومتكتلة. بمرور الوقت، تتحلل بعض ألياف الكولاجين في منطقة الجرح، وتتراجع إمدادات الدم، وبعد ذلك يصبح مكان الندبة أملس وأقل بروزًا من السابق.
على الرغم من أن الندبة دائمة، من الممكن أن تختفي حتى بعد مرور سنتين على الإصابة بالجرح، ولكن في حال استمرار الندبة بعد انقضاء سنتين على الجرح، فليس من المرجح أن تزول.
العوامل المؤثرة في ظهور الندب
هناك عدة عوامل تؤثر في مظهر الندوب وما الشكل الذي تؤول إليه بعد فترة من التعرض للجرح، نذكر العوامل التالية باعتبارها الأكثر تأثيرًا:
- العمر: قد يتطلب الجلد القديم وقتًا أطول من الحديث في الشفاء، وفرصته أكبر في تشكيل الندوب الدائمة.
- مكان الإصابة: بعض المناطق في الجسم أصعب في الشفاء من غيرها في حال الإصابة بالجروح.
- نوع الإصابة (الجرح): الجروح، الخدوش والحروق هي من الإصابات التي تشكل ندوب أكثر من غيرها.
- عمق الإصابة: الإصابات بعمق أكثر من 0.25 إنش (بوصة)، (6.5 ملليمتر)، بحواف بارزة مشكّلة فجوة هي الأرجح في ترك ندب.
- الجنس: تشفى الإصابات لدى الإناث بشرعة أكبر منها في جسم الذكور.
- لون الجلد: عندما تحدث الندبة على بشرة فاتحة اللون غالبًا ما تكون حمراء أو وردية اللون، وبمرور الوقت، يختفي اللون الوردي وتصبح الندبة أفتح أو أغمق من لون الجلد. أما في حالة البشرة الداكنة، فتكون الندبة على شكل بقع داكنة.
- الرعاية المناسبة للإصابة: إذا تم الاعتناء بمنطقة الجرح وتطبيق العلاجات المناسبة، سيشفى دون ترك أثر.
الندوب التي نعالجها لدينا في العيادة
تشمل الندوب التي نعالجها لدينا هنا في عيادة الطبيبة مها مرجي:
- ندوب حب الشباب
- ندوب الحروق
- ندوب الجدرة والندبة الضخامية (Keloid or hypertrophic)
طرق علاج الندوب
يتطلب كل نوع من الندوب علاج مختلف أو مجموعة من التقنيات للوصول إلى النتيجة المطلوبة، تعتمد الطرق المستخدمة بشكل كبير على حداثة أو قِدَم الجرح. كما أن الندوب الحديثة تُعالج بطريقة مختلفة عن تلك التي انقضى عليها وقت أطول.
الندوب الحديثة (أقل من 6 شهور)
في الآتي طرق علاج الندوب الحديثة والتي انقضى على حدوثها أقل من 6 شهور:
- كريمات تعزز الشفاء
- الكريمات التي تحتوي على السيليكون
- جل أو لصقات السيليكون
- حقن الستيرويد لإزالة الندب العنيدة
الندوب القديمة (أكثر من 6 شهور)
في الآتي طرق علاج الندوب الحديثة والتي انقضى على حدوثها أكثر من 6 شهور:
- حقن الستيرويدات داخل الآفة (Intralesional steroid) لعلاج ندب الجدرة ذات الملمس السميك والصلب.
- العلاج بالتبريد
- ليزر برويلو، والذي يمثل ليزر أوعية دموية للتقليل من الاحمرار
- طرق الإبر الدقيقة كطريقة الديرما بن والترددات الراديوية
- ثاني أكسيد الكربون المجزأ أو الأربيوم: يستخدم ليزر ياج (YAG) لصقل وتحسين الملمس.
- ديرما فيلر لتصحيح سماكة الندبة
- تقشير الجلد (Dermabrasion)
- قطع الندبة أو ما يعرف باسم (Subcision)
ما النتائج المتوقعة؟
يُمكن للندوب أن تختفي أو تصبح أقل ظهورًا في السنتين الأولى بعد الإصابة، وفي حال انقضاء سنتين، من غير المرجح أن تتحسن الندبة أو تختفي من نفسها. الأمر المزعج بخصوص الندب هو أنها لا تختفي بشكل كامل، وتُبقي ولو أثرًا طفيفًا في مكان الإصابة.
قد يتطلب علاج الندوب إلى وقت طويل، جهد والتزام بالعلاجات، بالإضافة إلى الكثير من الصبر، وفي كثير من الحالات، قد يحتاج طبيب الجلدية الخاص بك إلى استخدام عدة علاجات معًا للحصول على النتائج المرضية.
هناك أمر آخر يستحق الذكر هنا هو وجود خطر الإصابة بالسرطان في مكان الندب، ويكون احتمال ذلك أكبر في حالة الندب الناتجة عن حروق شديدة. ولذلك، يُنصح بالمتابعة مع طبيب الجلدية والفحص المستمر للكشف المبكر عن أي خطر ممكن والسيطرة عليه منذ البداية.