يلاحظ الكثير من الأشخاص وجود إحمرار غير مألوف على وجوههم ويخلطون بينه وبين حب الشباب، التورّد، أو الحروق الناتجة عن أشعة الشمس، إلا أن الأمر الذي لا يعرفه الكثيرين هو أن هذا الإحمرار قد يكون ناتج عن مرض جلدي يدعى الوردية ، وهي حالة جلدية شائعة بين النساء ذوات البشرة البيضاء في منتصف العمر أو الأشخاص الذين لديهم بشرة ذات لون فاتح بشكل عام.
نظرة عامة
مرض الوردية هو حالة طفح جلدي مزمنة وشائعة تسبب الإحمرار أو التورّد وظهور واضح للأوعية الدموية في الوجه، وقد تترافق أيضًا بظهور بثور صغيرة متقيحة. قد تشتد الآثار والأعراض لالوردية لعدة أسابيع إلى أشهر ومن ثم تختفي لفترة ما. يُمكن الخلط ما بين الوردية وحب الشباب ومشاكل جلدية أخرى كالحساسية وحروق الشمس أو التورّد الطبيعي للجلد.
قد تؤثر الوردية على أي شخص من مختلف الأعمار والجنس، إلا أنه أكثر شيوعًا بين النساء بين عمر الـ 30 والـ60، ولكن قد تكون آثاره أكثر شدة على الرجال منها في النساء. حتى يومنا هذا لا يوجد علاج جذري و نهائي لمرض الوردية ، إلا أنه يوجد علاجات طبية يُمكن لها أن تسيطر على الأعراض والآثار الجانبية وتقلل منها.
الخصائص والأعراض المصاحبة للوردية
للتفريق بين الوردية والحالات الجلدية الأخرى من الضروري كخطوة أولى معرفة وفهم الأعراض والعلامات الدالة على الإصابة به، والتي سنذكر في الأتي أهمها:
- تورّد أو إحمرار الوجه: قد يُلاحظ الأشخاص الذين يعانون من الوردية وجود إحمرار أو تورّد متواصل في مركز الوجه كمنطقة الأنف والوجنتين، قد يكون الكشف عن هذا العرض أكثر صعوبة في البشرة البنية أو الداكنة.
- حرقان الجلد: قد يكون هناك إحساس بالحرقان أو ترقق في المنطقة عند اللمس.
- وضوح الأوردة الدموية: يُشار إلى هذه الحالة عادةً باسم الأوردة العنكبوتية، حيث تصبح الشعيرات الدموية الصغيرة واضحة على منطقة الأنف والخدين.
- زوائد جلدية متورمة: يكون الكثير ممن يعانون من الوردية عرضة للزوائد الجلدية على وجههم تلك التي قد يعتقدها المريض حبوب شباب أو بثور، وعادةً ما تكون تلك الزوائد الجلدية متقيحة.
- مشاكل العيون: من الأعراض الأخرى المصاحبة للوردية هي جفاف، تهيّج، وتورّم العيون والجفون، وتُعرف هذه الحالة طبيًا بالوردية العيني، وقد يسبق هذا العرض الوردية الجلدي في بعض الحالات.
- اتساع المسام: تؤدي الزوائد الجلدية والبثور وسماكة الجلد إلى توسع المسام وتصبح أكثر ظهورًا.
- تضخم الأنف: تسبب الوردية زيادة في سماكة الجلد على الأنف بمرور الوقت، مما يتسبب في ظهور الأنف كما لو كان متورّمًا وهي ما يُطلق عليه حالة تعجّر الأنف أو “الرينوفيما”، ويعتبر هذا العرض أكثر شيوعًا لدى الرجال.
الأنواع الفرعية للوردية
بوافق المجتمع الطبي على أن هناك أربعة أنواع مختلفة من الوردية، وهي:
- وردية متوسع الشعيرات الحمراء (Erythematotelangiectatic): يظهر هذا النوع من الوردية كإحمرار ثابت على الوجه مع ظهور واضح للشعيرات الدموية الصغيرة، أو ما يعرف طبيًا بالـ (telangiectasia).
- الوردية الحطاطية البثرية (Papulopustular): يرتبط هذا النوع من الوردية بظهور إحمرار ثابت على الوجه مع وجود بثور حمراء أو صفراء اللون تحتوي على تقيحات في أغلب الحالات.
- الوردية التعجّري: يحدث هذا النوع نتيجة لفرط التنسج الدهني، وهو اضطراب في الغدد الدهنية تؤدي إلى تضخمها، وعادة ما تبدأ في توسع المسام وتنتهي بتضخم تشوهي في الجلد، في منطقة الأنف والذقن بشكل أساسي.
- الوردية العيني: قد يحدث هذا النوع مع أو بدون ظهور جلدي، وله العديد من الأعراض والعلامات التي تبدأ في جفاف وتهيّج العيون وتزداد شدة لتضم أمراض عيون أكثر شدّة وهو أمر نادر جدًا حدوثه.
حب الشباب والوردية
لا يستطيع الكثير من الأشخاص التفريق بين حب الشباب والوردية نتيجة للتشابه الكبير بينهما من حيث الأعراض المرافقة لكلا الحالتين، فعلى سبيل المثال، الوردية وحب الشباب كلاهما يسببان إحمرار ثابت، نتوءات جلدية وبثور، إلا أن الفرق بين الحالتين هو أن الإحمرار المرافق لحب الشباب يكون متركزًا حول البثرة في حالة حب الشباب، بينما يغطي الإحمرار الناتج عن الوردية منطقة أكبر من الجلد على وجه المريض.
فرق آخر كبير بين الوردية وحب الشباب هو ظهور الزوان (رؤوس سوداء وانسداد في المسام) والذي يعد أحد أعراض حب الشباب أكثر من أن يكون علامة دالة على الوردية. بالإضافة إلى أن حب الشباب أكثر شيوعًا في مرحلة المراهقة والشباب، بينما الوردية أكثر شيوعًا بين البالغين فوق سن الثلاثين.
العوامل التي تحفز ظهور الوردية
كل ما يسبب تهيّج وتحفيز ظهور الوردية يعتبر عامل مؤثر، من أهم العوامل التي قد تساهم في ظهور الوردية هي:
- التعرض لأشعة الشمس
- سبراي الشعر
- تناول الطعام الحار
- تناول الحكول
- التوتر والقلق
- الحرارة
- التمارين الرياضية
للسيطرة على الوردية حاول تجنب العوامل المذكورة أعلاه، وبهذه الطريقة سيكون تهيّج الوردية أقل.
روتين العناية بالبشرة للأشخاص الذين يعانون من الوردية
الوردية هو حالة جلدية حساسة جدًا وستحتاج إلى أيلاء اهتمام إضافي لروتين العناية بالبشرة الخاص بك للتأكد من تجنبك لأي عوامل تستثير الأسباب المؤدية للوردية، في الآتي الإرشادات التي يُنصح باتباعها لمن يعانون من هذه الحالة الجلدية:
- اغسل وجهك بمنتج خالي من الصابون والمواد العطرية.
- ستحتاج إلى استخدام واقي من الشمس لحماية بشرتك من الأشعة الفوق بنفسجية طويلة المدى والأشعة فوق البنفسجية قصيرة المدى، ويحب أن يحتوي واقي الشمس على عامل حماية ضد أشعة الشمس لا يقل عن 30 وأكثر، يُفضل استخدام منتجات الوقاية من أشعة الشمس التي تحتوي على حواجز جسدية كثنائي أكسيد التيتانيوم أو أكسيد الزنك.
- احرص على استخدام مرطب خالي من المواعد العطرية.
- تجنب استخدام مساحيق التجميل المقاومة للمياه والشديدة التأثير.
- تجنب استخدام تونر الوجه والمنتجات التي تحتوي على الكحول، منتجات التقشير، والمقشرات الكيميائية.
إذا اتبعت الإرشادات المذكورة أعلاه فلن يسبب لك الوردية أي معاناه ناتجة عن تهيّجه أو تطور الحالة الجلدية بأن تصبح أسوأ.
العلاجات التي تساعد في حالة الوردية
على الرغم من أنه لا يُمكن علاج الوردية بشكل كامل، إلا أنه يوجد علاجات عديدة يمكن تطبيقها في المنزل أو من قبل مختص طبي لتطبيقه لك بهدف مساعدتك في السيطرة على الأعراض والتقليل من الآثار الجانبية له. في الآتي بعض أهم العلاجات الناجعة للسيطرة على العد الورديّ:
- اللالتزام بروتين مناسب للعناية بالبشرة والحرص الدائم على استخدام واقي الشمس بالأضافة إلى تجنب أي عوامل محفزة للعدّ الوردي.
- بعد التشاور مع طبيب جلدية، يُمكنك تطبيق كريمات موضعية كحمض الأزيليك، الريتينويد، المضادات الحيوية، وغيرها الكثير.
- يُمكن مراجعة طبيب جلدية مختص حتى يقوم بوصف العلاجات الموضعية التي تقلل من الإحمرار.
- العلاجات الجهازية التي تساعد في التقليل من أثر الوردية، بما في ذلك المضادات الحيوية الفموية أو الأيزوتريتينوين للحالات الشديدة. لاحظ أن الأيزوتريتينوين يُمكن أن يُعطى بجرعات قليلة جدًا.
- ليزر الأوعية الدموية: نوفرفي عيادتنا ليزر برو يلو الذي يساعد في علاج الوردية.
- الجراحة الكهربائية أو فراكشنال ليزر CO2 لعلاج التغيرات الورديّة الليمفاوية.
- علاجات العيون: ستحتاج إلى المراجعة مع طبيب العيون للحصول على وصفة طبية تمثل العلاجات المناسبة.
الأسئلة الأكثر شيوعًا حول الوردية
يمثل هذا القسم الأسئلة الأكثر شيوعًا حول العدّ الوردي:
ما الذي يسبب العد الوردية؟
حتى اللحظة، لم يتم رصد أي سبب مؤكد للإصابة بالوردية، إلا أنه تم التوصل إلى أن هناك عوامل من شأنها أن تحفز ذلك النوع من البكتيريا وتزيد من حدة الأعراض وتجعلها التعامل معها أسوأ من قبل المريض، كالحرارة، الطعام الحار، التعرض لأشعة الشمس، والتمارين الرياضية.
هل تعد الوردية مرض معدٍ؟
لا، الورديّة لا تعتبر مرض يتم تناقله أو يتسبب بفعل العدوى، وليس هناك أي دليل يُشير إلى أنه يُمكن له أن ينتشر من خلال الاتصال بالجلد المصاب أو من خلال استنشاق الهواء المحمّل بالبكتيريا.
هل الوردية مرض وراثي؟
على الرغم من أنه ليس هناك أي دراسات علمية تثبت أن الوردية مرض وراثي، هناك دليل يقترح أن الوردية قد يكون موروثًا. أخبر أكثر من نصف الأشخاص الذين لديهم الوردية أن لديهم فرد واحد على الأقل في العائلة يعاني من هذه الحالة الجلدية والأعراض ذاتها.
هل هناك أي فحوص يُمكن إجراؤها لمعرفة فيما إذا كنت مصابًا بالوردية أم لا ؟
لا، ليس هناك نوع محدد من الفحوص التي من شأنها أن تخبر فيما إذا كان الشخص مصاب بالوردية أم لا، وعليك مراجعة مختص لمعرفة للتحقق من ذلك، وبعد أن يقوم بدراسة الحالة الخاصة بك والظروف، سيكون قادرًا على منحك تشخيص طبي واضح يثبت إصابتك من عدمها.
هل من الممكن أن تسوء حالة الوردية مع التقدم في السن؟
ليس هناك دليل قاطع يُمكن الاحتكام له لمعرفة فيما إذا كانت حالة العد الوردي سوف تسوء مع التقدم في السن، إلا أنه تم ملاحظة أن الوردية يسوء مع التقدم في السن إذا لم يتم علاجه كما يجب.
ما الفترة الزمنية التي تستمر فيها حالة الوردية؟
الوردية هو حالة جلدية مزمنة قد تستمر طوال الحياة، كما أنها معروفة بالانتكاس والتحسن كل فترة والأخرى. أكدت دراسة حديثة أن الوردية يستمر لما متوسطه 13 سنة، بينما قد تستمر لـ 9 سنوات فقط في بعض الحالات الأخرى، وكلما حصلت على استشارة وتلقيت العلاج في وقت أقرب كلما قصرت الفترة التي ستتعامل فيها مع الوردية.
هل من الممكن أن يصاب الاطفال بالوردية؟
على الرغم أن الإصابة بالوردية في فترة المراهقة والطفولة ليست شائعة، إلا أنه تم تسجيل بعض الحالات.
هل تظهر أعراض الوردية بشكل متماثل أم غير متماثل من جانبي الوجه؟
تظهر أعراض الوردية بطرق مختلفة من شخص لآخر، عادةً ما أخبر المرضى بأن الأعراض تبدأ ببقعة حمراء واحدة أو لطخة حمراء على أحد الخدين أو منطقة أخرى من الوجه ومن ثم تنتشر على الناحية الأخرى. بينما أخبر آخرون بأن الأعراض تظهر بالتزامن مع بعضها البعض في كلا جانبي الوجه.
هل جفاف وتقشر البشرة من أعراض الوردية؟
نعم، تم ملاحظة أن جفاف البشرة هو من الأعراض الثابتة في تقريبًا نصف المصابين بالوردية، إلا ان جفاف الجلد هو من الأعراض الممكن السيطرة عليها من خلال الكريمات ومنتجات الترطيب.